(أوباما) يسوق لنا الأوهام !!

(نتينياهو) وحده من قفز فوق خشبة البيت الأبيض ليحاور الكونقرس بشرح خطورة إتفاق أمريكي مع إيران, بينما الرئيس أوباما يصّر على تمرير ما نوى عليه٬ إذا كان نتينياهو ودولته أهم حليف بالعالم لأمريكا٬ فماذا ستعمل دول مجلس التعاون الخليجي في إيقاف الإتفاق؟ ..

أوباما لا يرى في صراعات المنطقة إلا مكافحة الإرهاب٬ أما ان تسقط عواصم أو بلدان بيد إيران فليس هذا مهماً. مع أنه أعلن لنا انها الدولة (الداعمة للأرهاب) ثم لا يريد وقف عجلة تمددها٬ فهو لن يخدعنا بهذه الأقوال٬ وقد تمادى بما هو أكبر منها تجاه القضية الفلسطينية أو غيرها٬ لكن هدفه الأساسي من هذه القمة تمرير مشروع إيران لترضاه دول الخليج٬ مما يعني الإستمرار بتوقيع الإتفاق مع إيران ليواجه به خصومه في الكونقرس٬ وبنفس الوقت تمرير صفقه أسلحة او درع صاروخي٬ أو إعطاء ضماناتٍ غير موثقه ومُلزمة لحماية دول الخليج من أي إعتداء وهو ما يجعلنا لا نثق بتاتا بمثل هذا الكلام ..

قبل أن تنتهي القمة وأنا أكتب هذه المقالة وإستنتاجاتها وقبل إعلان البيان الختامي٬ أجد أن أوباما منزعجٌ تماماً من عاصفة الحزم وتقدم المعارضة السورية لخنق الأسد وهو ما يراه تحدياً لأيران ويريدنا من أجل ترضية إيران مد أجل الهدنة باليمن لغرضٍ إنساني٬ ولكنه تلبيةً لمطالب إيرانية حتى تُبقي على قوة الحوثيين وصالح وتجلعه وسيلة ضغط على دول الخليج. وهذه النوايا ليست مخفاة٬ والأمر يتصل بالحالة السورية٬ أي أن الرئيس الأمريكي يرى في الأسد جزءٌ من الحل السياسي٬ ولا يريد للمعارضة أن تكون بالقوة المعادلة للنظام٬ حتى انه تم تأجيل تدريب وتسليح تلك القوة إلتزاماً بما تخفيه الإتفاقات السرية مع طهران والتي تم إخفاءها حتى على أعضاء في الكونقرس الأمريكي ..

إذاً كل ما يتسرب ويقال عن نوايا أمريكية صادقة مع حلفاءها في الخليج العربي يغالبه العشق المتنامي بين إيران وأوباما٬ ولذلك فالتعويل على سندٍ أمريكي كحليف بات من الأمور التي لن تتحق٬ إلا اذا أستشعر الكونقرس والشركات ذات المصالح الكبيرة مع دول مجلس التعاون تأثيرها على مصالح بلدهم٬ فربما يواجه أوباما موقفاً يضعه أمام حقيقة أهدافٍ مضادة لأفكاره٬ وهذا يستدعي أن تطرح الدول الخليجية ذلك بصراحةٍ تامة بأن هناك أسواقٌ مفتوحة لشراء أسلحةٍ متقدمة من مختلف دول العالم٬ ونحن نعرف كيف كان حظر النفط أثنا حرب ٧٣ مضراً وغير كل المعادلات٬ وحتى لو أختلفت الظروف فأن ميزان القوة مع دول الخليج مؤثراً في الداخل الأمريكي وخاصةً القوى الإقتصادية ..

كنت أتمنى من دول الخليج إستعمال أسلوب الدعاية المباشرة التي تسبق قمة الكامب٬ بأن للشركات الأمريكية مصالح كبرى قد تتأثر في حال لم تقدم حكومتها ما تقبل به دول الخليج كسلاح يرفع في وجوه الكثيرين وبضغوطٍ عليها٬ لأن أساليب الترضيات والوعود لم تعد تصلح٬ والواقع العربي مهدد من السياسات الأمريكية قبل غيرها ..

الغريب أنه حين نجد فرنسا تتحدث وتعمل وفق مصالحها وبمواقف واضحة نجد أن إنجلترا الغارقة في سياسة المنطقة ليس لها رأي أو موقف٬ فهل أنابت أمريكا عنها لتلعب فقط من خلف الستار؟ وهذا ما علّمنا بأن الإعتماد على الذات هو طريقنا السوي ..

One thought on “(أوباما) يسوق لنا الأوهام !!”

التعليقات مغلقة.