يمن مستقر.. كيف؟.. ولماذا؟!

ما بعد هدوء العاصفة، كيف سنرى مستقبل اليمن؟ وما هي الأولويات وما بعدها؟ وكيف يتحقق سلام اجتماعي تندمج فيه القبائل والأحزاب وبقية المكونات الأخرى؟
في البداية لا بد من العودة في البند الأول ، أي حوار يمني مفتوح بين جميع الفصائل وبدون استثناء بما في ذلك الحوثيين في عملية ترعاها الأمم المتحدة وبمشاركة أساسية من قوى التحالف. وفي حال التوصل إلى إيجابيات ملزمة وغير قابلة للنقض، تبدأ إعادة النظر بالدستور ليتم ،بعد ذلك، انتخاب حكومة تتسع للجميع. على أن يراعى في صلبها حال التقاطع الجنوب مع الشمال والخلافات التي تصاعدت منذ بدايات الوحدة وحتى اليوم، ثم تأسيس جيش وطني يجمع كل اليمنيين، وكذلك قوى أمنية تقوم على نفس الاتجاه..
تقوم دول مجلس التعاون بإنشاء صندوق إعمار للبنية التحتية الشاملة تشترك فيه دول خارجية وعربية أخرى من أجل إعمار مدنه وقراه ومناطقه المختلفة. وبإشراف دولي وخليجي حتى لا تذهب الأموال، كما حدث زمن علي صالح إلى خزائنه وخزائن أحسابه وجماعته. ولينشأ في ظل المشروع الكبير فتح مدارس متوسطة وثانوية ومعاهد عليا وجامعات تجمع بين الدراسة التقليدية والورش التدريبية لتهيئة الشباب من الجنسين ليكونوا قطاعًا مهنيًا وعلميًا عاليًا يتم توظيفهم في دول مجلس التعاون وغيرها كبديل للعمالة الأجنبية غير العربية إلى جانب رفع كفاءة العمل داخل اليمن نفسه..
تعزيز القطاعين الحكومي والأهلي بحيث تنشأ رأسمالية جديدة تكون أساسها الطبقة المتوسطة مع الدعوة لكل رجال الأعمال من أصول يمنية المساهمة، بشكل فعَّال، كَرد للجميل للوطن الأم في إعادة بناءه، وفي حال وصول اليمن إلى المستوى المطلوب دمجه في مجلس التعاون الخليجي عضوًا كامل الأهلية..
فتح باب القبول لأعداد من الطلبة في المعاهد والجامعات والكليات بما فيها العسكرية والتفاهم مع دول عربية وأجنبية للإبتعاث الخارجي وخاصة الدول التي لا تستطيع المساهمة ماديًا في إعمار اليمن..
منع أي دولة أجنبية التدخل في شؤونه الداخلية تحت أي ذريعة، مثل فتح مدارس دينية ومذهبية الهدف منها سياسي أو طائفي، أو بتهريب الأسلحة لتخريب بنية هذا البلد. كما حدث من قبل إيران والتلاعب بعقول الحوثيين وعلي صالح..
إعادة (الأمل) مشروع كبير جزء منه مرحلي وسريع وآخر على امتداد سنوات قادمة والقضية ليست مبادرة عاطفية. وإنما بناء وطن في خاصرة دول الجزيرة العربية كلها يستحيل تركه لتفاعلاته وتدخلات الدول الأخرى ليهدد أمن كل المنطقة..
وإذا كان هناك مبدأ خلق استقرار عام فإن جمع السلاح وشراؤه سواء من الألوبة الموجودة، أو المقتنيات بالبيوت كتقليد يمني خاص، فإن الدعوة لمثل هذا الموضوع قد لا يتحقق إلا بوجود دولة وجيش وقطاع أمني واستقرار سياسي واجتماعي، لأن العقود الخمسة الماضية شهدت الكثير من الحروب الأهلية وحالات التمرد والإنشقاقات المذهبية والتحالفات القبلية. وهذا لا يأتي بين يوم وليلة،وإنما بالتوازي مع العمل الملموس الذي يشهده المواطن ويجده من مكاسبه الوطنية. وهي المسؤولية الأولى على دول المجلس وغيرهم ممن يجدون بإستقرار اليمن موقفًا إنسانيًا وأمنيًا…

2 thoughts on “يمن مستقر.. كيف؟.. ولماذا؟!”

  1. انا متعجب من هذا الصمت المطبق حول مايدور في اروقة جريدة الرياض !!!
    هذه الزوبعه ليس لها اي صدى او اثر
    ويبقى سيد الموقف احمد الجميعة وبقيه الحزب هم الفائزون

التعليقات مغلقة.