من جرائم الحرم … إلى تضاريس اليمن

يصعب البحث عن الفرقة الناجية في الأديان التوحيدية، وقد خاضت حروباً بينها و أفترقت إلى طوائف طحنتها الحروب حتى أن المسيحية تعد الأعنف في هذه الصدامات، لكن كتاب التاريخ و المتعاملين في تحليلاته يرون أن خلف كل حادثة مأساوية هدفٌ سياسي يتصارع عليه الأباطرة والأُمراء والكنائس الأوروبية، وحين النظر للدين هل هو سبب هذه الحروب وحالات التشرذم والانفصال، نجد إديولوجيات (شوفينية) و أممية أشعلت حروباً مماثلة وفق قوانين عنصرية أو حركة للتاريخ كما تزعم الشيوعية..

أستخدم الغزاة والمستعمرون في منطقتنا كل ما يقسّمها في خلق صراعتٍ قَبلية ومذهبية، أستطاعوا من خلالها رسم خرائط لخلق حروبٍ بالنيابة، وطنّوا اليهود ومنحوا مدناً وقطاعات جغرافية عربية لدولٍ إقليمية مجاورة، ونشأ في ظل الخلل الجغرافي وامتهان حقوق الشعوب طورٌ من النضال العربي ضد الاستعمار والتحرر منه، لكن ما جرى من تبريرات حول استنزاف مقدرات الدول العربية في سبيل التسلّح واستعادة فلسطين، كان الوهم الأكبر، لأن تلك الأسلحة عادت لتكون مصدراً لقتل أبناء الوطن الواحد، أو تغير نظام بآخر في الانقلابات التي حدثت، لدرجة أن يمن علي صالح الذي حول موارد بلده إلى سلاح والهدف غير معروف بمن على لائحة العداوات في جواره الجغرافي وخارجه سيحاربه، حتى أصبح فائض السلاح نقمة على هذا البلد والأمة  العربية إلّا قلة منها ..

الطائفية موجودة ومعترفٌ بها لكنها لم تصل إلى الطائفة السياسية إلا مع ثورة الخميني، حيث جعلت من العلويين وشيعة العراق والخليج العربي واليمن ولبنان ملاحق صغيرة تدور في فلكها، على الرغم من رواد وأبناء هذه الطائفة الذهاب إلى الأبعد في الانخراط في أحزابٍ شيوعية وقوميّة بعيدة عن تلك المسارات، بل ونجد شيعة العراق عصر صدام هم عناصر القوة في حربٍ عربية – فارسية، وشهد التاريخ العربي زعامات منهم كانوا في طليعة من نذر نفسه لعروبته ورفضه لأي مسبب يفتح الصراعات المذهبية..

نعود لأمرٍ هام وقرارٍ شجاع بكل ما تعنيه مراسم الحروب المدافعة عن حقها وحق غيرها، لماذا ذهب الملك سلمان لهذا القرار وفاجئ العالم كله بخيار الحرب ودون إبطاء وبعزيمة دولةٍ وشعب وغطاء عربي وإسلامي ودولي ؟..

السبب ليس حباً في الحرب كهدف، وإنما لإيقاف مدٍ إيراني بدأ بأحداث مكة المكرمة حين صادرت سلطات المملكة العشرات من الأطنان من المواد المتفجرة مع الحجاج الإيرانيين بقصد تفجير الحرم المكي والمشاعر المقدسة الأخرى لذبح مئات الآلاف من الحجاج، وإقامة المظاهرات والتصويت على الخميني إماماً للمسلمين .. إلى نهاية تلك المؤامرة القذرة، ثم جاء الدور على تطويق المملكة بكماشة شيعية تبدأ من العراق، فالبحرين، وسوريا ولبنان، ثم القفز على اليمن لتكون الطوق الآخر..

هنا كان لابد من كسر هذا المشروع وهذه المرّة بحزم السلاح لإنقاذ اليمن من مصادرة وجوده و تفتيت كيانه بواسطة أقلية حوثية، تم من خلالهم محاولة خلق حرب استنزاف على حدود المملكة الجنوبية، فكان القرار وواجباته أن توضع إيران في حجمها الطبيعي وبأنها ليس من يبادر باتخاذ القرار، بل من يستطيع أن يصنعه بقوة الحزم ويقتل مشاريعها العدوانية..

3 thoughts on “من جرائم الحرم … إلى تضاريس اليمن”

  1. بادي ذي بدء. .أبارك لك بتدشين مدونتك. .
    سيدي. إيران دولة عدائية ﻻ تخفي كرهها وعداءها للعرب
    وفي مقمتهم السعودية ودول الخليج. فالسعودية هي
    الشوكة التي بنحرها إلى اﻷبد. لذلك السعودية ﻻ يخفى
    عليها مزاعم طهران وتحركاتها. ودائما تصدها بضربة
    مفاجأة. وهناك أكثر من مثال. وآخر اﻷمثلة عاصفة الحزم.

  2. عزيزي ابا عبدالله ، عندما كان شاه ايران يدور في الفلك الغربي و يدعى شرطي الخليج لم يكن هنالك عداء فارسي-عربي او شيعي-سني ولكن ما احدثته “ثورة” الخميني اكبر من كونه تغييرا سياسيا في بلد مجاور . لقد خرجت من تحت عباءته الطائفيه المقيته والتى انعكست على جميع الطوائف الاسلاميه . لقد احيت الخمينيه نارا لن يتم اطفائها حتى تقضي على الاخضر واليابس في المنطقة و ما حولها. والسؤال ، هل للغرب يداً بتأجيج الطائفيه في المنطقه ولماذا ؟؟
    اذا علمنا ان بترول الشرق الاوسط هو المحرك لمصانع الغرب و لو لم يتم بيعه عليهم لتوقفت عجلة الصناعة لديهم ، وفي الجانب الآخر اذا لم يشتر الغرب البترول من دول المنطقه ستموت من الجوع لقلة الموارد الاخرى !!
    فإذا الى ماذا سيقود الإحتراب الطائفي و المناطقي الذي يشعل المنطقة منذ سنة 79 ؟؟
    ربما تكون”اسرائيل” الكاسب الوحيد من ذلك و على الرغم من كل الدمار الذي طال دول المنطقه ما زال الرفض يلازم اندماج هذا الكيان بها و لا ارى اي فرصة لقبوله كجار حتى وان خفت الممانعة مع الزمن .
    امل ان تعلق على موضوع الكيان الصهيوني و حروب وخلافات المنطقه فهي نقطة -في نظري -تستحق الاسهاب و التوضيح
    دمت بصحة و عافيه

  3. أبارك لك أخانا الأستاذ القدير يوسف مدونتك
    المباركه التي ستسهم في رفع الوعي العربي للأخطار التي تهدد دول الخليج وعضوها القادم بإذن الله اليمن من دولة الفرس المجوسيه التي خرجت عن مذهب السنه والجماعه إلى التشيع المذهبي على يد إسماعيل الصفوي ثم خرجت من التشيع التقليدي إلى عقيده جديده بخروج الهالك الخميني بمذهب غريب قوامه الحقد الفارسي على العرب سنتهم وشيعتهم حيث أنتج هذا الفكر مزيج قومي مجوسي وطائفي في خلطه أشبه بمولود لزنا المتعه لاتعرف أمه من أي نطفة خلق لعنه الله لأنه صنيعة الماسونيه العالميه وزرع لخدمة إسرائيل سواء كان يعلم ذلك أو لم يعلم .

التعليقات مغلقة.